منتدى الشجرة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الشجرة

منتدى الشجرة

المفتاح الموقع الاعلاني الاول في السودان لمشاهدة الموقع على الرابط

 

http://almoftah.net


2 مشترك

    حكايات الجهاد وأفاعيل الجانجويد

    المدير العام
    المدير العام
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 30
    العمر : 43
    الموقع : السودان الخرطوم
    نقاط : 16800
    تاريخ التسجيل : 10/02/2009

    حكايات الجهاد وأفاعيل الجانجويد Empty حكايات الجهاد وأفاعيل الجانجويد

    مُساهمة من طرف المدير العام الأحد يوليو 26, 2009 9:22 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    حكايات الجهاد وأفاعيل الجانجويد
    د. معتز بلال
    لم تكن مشاركة الطلاب من أبناء الحركة الإسلامية في حرب الجنوب مشاركة رمزية بل كان لها أثرها الواضح في مجريات المعارك المختلفة حينها,فمعركة الميل أربعين وغيرها من الملاحم تعد شاهدا علي ذلك.ولعل الإخوة في الحركة الشعبية-الذين هم بالسلطة اليوم- يدركون جيدا ما أقول, كما نعلم أيضا كيف كان ثباتهم في الحروب (فبالله عليكم من كان منكم في معارك خور إيدلو في نهايات العام 94..!!). أود أن أشرك القارئ في هذه السانحة في تجربتي الشخصية مع تلك الحرب، فقد لبست (الكاكي) للمرة الأولى وتحركت ضمن حوالي مائتي طالب من الجامعة متجهين إلي الجنوب مقاتلين. ثم تضاعف العدد خمس مرات عندما انضم إلينا إخوة لنا من بقية الجامعات بمعسكر التدريب. وفي اليوم الثالث وبعد صلاة الظهر تحدث إلينا ضابط في الجيش من أبناء دارفور برتبة رائد عن الجهاد وفضله ومعانيه ثم تطرق إلي حرب الجنوب وكان حديثه عنها مختلفا تماما عن كل الأحاديث التي نسمعها داخل الحركة الإسلامية,خاصة في أوقات القتال. فقد ركز على ذكر المظالم التاريخية للجنوب وكيف أن أسلافنا من الشمال قد مثلوا أبشع الصور في أذهان الإخوة الجنوبيين بما تم من سوء استغلال بخبث التجار الذين لا يهمهم سوى الربح وكثرة المال. وعدد بعض القصص المؤلمة التي تمثل نماذجا بينة للجشع وانعدام الضمير. ولكنه أيضا كبقية الإخوة لم يفته أن يصف الحركة الشعبية بالارتزاق والعمالة للغرب وتنفيذ أجندة الصهيونية العالمية وغيرها من قبيح الأوصاف. والغريب في الأمر أنه تطرق في نهاية حديثه لمظالم دارفور, وقال إنه كأحد أبناء دارفور لولا انتمائه الإسلامي لتمرد أيضا ومعه الكثيرون. للأسف لم نعر الجزئية الأخيرة من الحديث الاهتمام الذي تستحقه. أذكر ذلك جيدا, فقد كان حديثا استثنائيا برؤية خاصة لحرب الجنوب المشتعلة ومشكلة دار فور التي كانت تستعر تحت الرماد، وأعتقد أن ذلك الحديث وبعض ما قراناه من فقه الجهاد التقليدي الموروث وروح التدين العاطفي التي كانت تسيطر علينا بقوة في تلك الفترات,كل ذلك كان له أثر كبير في طبيعة تعاملنا مع المواطنين بجنوب السودان.
    لكل واحد منا شارك في حرب الجنوب ذكريات لأحداث عالقة في الذهن عن الحرب وشدة وطأتها وبأسها ومواقف كثيرة مؤثرة, كاستشهاد صديق عزيز لك بصورة بشعة بقربك ثم بحثك في متعلقاته الشخصية بعد الاستشهاد لتجد وصية صادقة مكتوبة للأهل يطلب منهم الرضاء والعفو ولإخوته المجاهدين بأن لا يحيدوا عن الطريق (عبارة كنا نكررها لبعضنا كثيرا ولكننا لم نشغل أنفسنا بكنه ذلك الطريق المقصود ومعالمه) . وذكريات عن الجنوب ومدنه الساحرة الجميلة في ظل محاولات صادقة لتحسين صورة الشماليين في الأذهان, فالأطباء يسهرون مرهقين لتقديم خدمات علاجية للمحتاجين والبقية يفتحون فصولا لمحو الأمية والحافظون للقران بعضهم أنشا خلاوى للتحفيظ،كما أن فكرة الزواج في الجنوب كانت لدى الكثيرين.فطلبة الجامعات من مختلف أنحاء السودان كانوا نماذج خير في شوارع الجنوب يحملون كبار السن في ظهورهم لإيصالهم إلي أماكن آمنة,وفي قلوبهم الكثير من الحب والعشق للوطن ولكن أجواء الحرب منعت تطور تلك العلاقات الإنسانية الصادقة.تم كل ذلك على الرغم من عدم إدراك العديد منا للأبعاد التاريخية لمشكلة الجنوب وعلاقاتها الشائكة بقضايا الهوية وصراعات الهامش لنيل الحقوق من المركز وطبيعة الثورات المختلفة ودوافعها.ويرجع ذلك الجهل لعمليات التلقين أحادية الجانب والخطاب الديني التعبوي-المفاصل دوما بين حق وباطل-الذي أستهدف به شباب في ربيع العمر يسعون لخدمة الدين بلا رصيد تجارب سابقة أو قيادة حكيمة صادقة تعينهم في الحكم على الأمور.فقد لا تختلف كثيرا استجابتنا لذلك النوع من الخطاب عما فعله منفذوا أحداث 11 سبتمبر بقلوب صادقة تحسب أنها تحسن صنعا للإسلام.
    أندهش كثيرا من النقلة التي تمت بمخيلتي لصورة كل من الراحل دكتور جون قرنق والأستاذ ياسر عرمان، فالأول الذي كنت أنشد الأناشيد مسيئا له ومهددا,صرت أحترمه أكثر من قادتنا بالتنظيم (الإسلامي),والثاني الذي كنت لا أطيق سماع اسمه أصبح يذكرني الشهداء بصدقه وقوته وإيمانه بقضيته. مفارقات ذهنية عنيفة ومؤلمة مر بها هذا الجيل ولكنه أدرك بعدها بعمق حقائق الأشياء وعرف كيف أن الاهتمام برفع الظلم عن من تختلف معه(حتى علي مستوى الدين والعقيدة) أكرم من إتباع من تتفق معه بسذاجة تنعكس أثارها ضررا علي النفس والوطن. وكيف أن مسئولا ملتزما بما اتفقت معه عليه(ولو كان غير مسلم)أفضل من أخر لا يحترمك ولا يحترم ما اتفقتم عليه. وكيف أن الانشغال بتمثل قيم الدين في التعامل بأخلاق سمحة مع الجميع خير من عبادة المسميات والأشكال والشعارات, فالسودان في ظل هذا التنوع هو أحوج ما يكون لعقلانية في التعامل مع الأمور لا مجال فيها لتمايز بالدين أو العرق.
    أتت مشكلة دارفور والواقع قد تغير فالحركة الإسلامية منشقة وأغلب المجاهدين السابقين صاروا بالمؤتمر الشعبي و أبناء دارفور ابتعدوا عن النظام الذي ابعد بدوره الباقين, والطلاب وخريجو الجامعات أصبحوا بعد اتفاقية نيفاشا وانقسام صف الحركة الاسلامية أوعى بحقيقة الاختلافات وإشكاليات التنمية واللا مركزية وسوء توزيع الثروة والسلطة, وربما يمثل تعاطف كثير منهم اليوم مع أهل دارفور تكفير عن عدم الإحساس سابقا بالآم الإخوة في الجنوب. فالمتمردون هذه المرة بعض قادتهم من أبناء الحركة الإسلامية ومجاهدون سابقون تربطهم بهم ذكريات حروب وخنادق وقصص (القليل منها فقط قابل للنشر).
    من الطبيعي أن تحتاج المعارك التي بدأت بدارفور هذه المرة لمعاونين جدد, حيث لا سبيل لمشاركة عشرات الآلاف من المجاهدين وقطاع الطلاب بالمؤتمر الوطني ومؤسسة الدفاع الشعبي لم يعد لهما منطق يسمع ولا أمر يطاع ودارفور أصبحت عصية الانقياد, فالعمل العسكري قد وصل إلي مطار الفاشر والتمرد يقوى يوما بعد يوم والحاملون للسلاح يعلمون فنونه جيدا.لقد اعتاد المسئولون في السلطة سابقا علي توظيف الدماء الصادقة في الحروب من غير مقابل ولا نقاش ولكن الساذجين اليوم غير موجودين. وأهل الامتيازات والمصالح والعمارات الفارهة الجديدة لا يصلحون للقتال ولا يرغبون. كل هذه الظروف مجتمعة جعلت من الطبيعي أن يكون المتعاونون هذه المرة من شاكلة جديدة.أناس لهم أجندة خاصة نتنة وقديمة (رغبة جامحة في التخلص من الآخرين) كانوا يمارسونها سابقا في الخفاء بعيدا عن القانون. قبلوا القيام بالدور المطلوب بشروطهم. فهم مقاتلون بالوكالة مدوا يدا لتثبيت النظام و أخرى ذبحوا بها الشرف والأخلاق والفضيلة. فشتان ما بين مجاهد صادق خرج من الجامعة مساندا ومدافعا عن دولة إسلام (اكتشف لاحقا أنها لم تكن إلا في مخيلته) وآخر معتاد إجرام أخرج من السجن مشاركا في قتال يحرضه إليه الشيطان.
    الهزيمة هذه المرة لم تأت من المخاوف القديمة بدعم من أمريكا والصهيونية لإفشال المشروع الإسلامي ولكنها أتت من قلوب مريضة أعماها الله عن رؤية الحق, ولم تشغل نفسها سوى بالتمسك بدولة انكسرت في الخارج وهزمت معاني الدين في نفسها والآخرين.
    avatar
    ود العزة والمهلة


    عدد الرسائل : 1
    نقاط : 16279
    تاريخ التسجيل : 09/07/2009

    حكايات الجهاد وأفاعيل الجانجويد Empty رد: حكايات الجهاد وأفاعيل الجانجويد

    مُساهمة من طرف ود العزة والمهلة الجمعة أغسطس 07, 2009 1:28 am

    [b]اسعد الله اوقاتك بكل خير اخي المشرف العام
    ارفع لكم شكري على حذفكم منتدى عالم السياسة والذي كان يستولى ادارة النقاش حول فحوى مقال المذكور اعلاه الذي يحترم ياسر عرمان اكثر منشيوخه على حد قوله ووالله هذا من سوءمال الدين والدنيا وانمساخ عن الطريق السوي القويم والعياذ بالله

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 1:00 pm